---
يتطلّبُ التغيير تغيُّراً في بنية التفكير الأيديولوجي المنغلق .. إنفتاحٌ على الآخَر ، وفتح النوافذ للهواء المنعش .. إعادة فهم الهويّة ومنحها بُعدها المنفتح غير المنغلق ، المتغيِّر لا الثابت .. النقد العقلاني للتراث والتاريخ دون نكرانهما أو الإرتهان إليهما ، بل بالأخذ بعقلانيّة نقدهما ، وصولاً لبناء ذاتٍ جديدةٍ ، تنحو لفهم الرفاهيّة والحرّيّة .. ( فـ ) ليس للتقليد إلاّ أن يراكم الجهالة ، جيلاً بعد جيل ، وليس للإبداع إلاّ أن ينهض بالمجتمع ولو بعد حين ، فيكون الإنتقالُ الحضاري ، الضروري ، مِن ( ميثاق وليّ الزمان ) إلى ميثاقٍ إجتماعيٍّ ، عصريٍّ ، هو الإنتقال مِن طائفةٍ وشِبه مجتمع إلى مجتمع التنوُّع الحقيقي .. ولا يتعلّقُ الأمرُ بإنهاء دِينٍ أو إنهاء أُسطورة ، إنّما يتعلّقُ الأمرُ بإنهاء قداسة الأساطير ، إنهاء توريث الدِّين ، إنهاء تحكُّم واستبداد هذا الدِّين الذي ما لبث يسطو على الثقافة ، ويُهيمن على كل محاولات التحديث الثقافي مثنى وثلاث ورباع .... هو العقلُ الفنّانُ ، النقدي ، التنويري ، الذي يصنعُ ثورة الحرّيّة ، وليس العقل الذي يَرضى ويُسلِّم بمقولاتِ ( مولاي العقل ) .. الأوّلُ ؛ بحثيٌّ ، عِلميٌّ ، مِن أجل معرفة الحكمة .. والثاني ؛ يقينٌ ميتافيزيقيٌّ مِن أجل ( حكمنة ) المعرفة .. الأوّلُ ؛ هو عقلٌ يُنتجُ التنوير والتقدُّم والتطوُّر .. ولا يُنتجُ الثاني ؛ إلاّ عقل الجهالة ، وجهل العقلاء ...
---
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق