---
رواية جميلة و عميقة أخرى من روائع هرمان هسه... نرسيس أستاذ غولدموند و صديقه في الدير... نرسيس ينفذ لأعماق الروح و رأى أن تلميذه غولدموند ذا روح شاعر حرة و لا ينبغي أن يعيش حياة الرهبان مثله... و هكذا يحثه لينطلق و يبحث عن طريقه عبر الحياة، فينطلق و يعيش حياة متشرد فاسق منغمس بالمتع الدنيوية... بينما يتابع نرسيس في طريق الفكر المجرد و حياة الدير الصارمة... ثم بعد سنوات طوال يلتقيان... على اختلاف طريقيهما و على اختلاف كل منهما ما يمثله يخلصان لنفس النتيجة تقريبا... مع أن هسه رجح كفة غولدموند في النهاية في الحصول على المعنى... العودة للأم... أو بكلمة أدق _برأيي_ للمصدر... سألت نفسي أيهما أحق؟ أيهما طريقه أولى و موصل للمعنى؟ أيهما أختار لو كان علي الاختيار؟ لم يعجبني طريق غولدموند، وجدته مفرطا جدا لدرجة شعرت معها بالغثيان و القرف... و لم يعجبني طريق نرسيس فحياته باردة و جافة حد الملل القاتل... سألت نفسي تارة أخرى؟ و لماذا أخيّر نفسي بين أقصى اليمين أو الشمال؟ طريقا وسطا بين هذا و ذاك هو ما سأختار... أشعر بـ هسه و في كثير من جمله و كأنه يكاد يقبض على ما يتجلى من وراء كل ما في الكون... سواء فكرا صرفا أو حياة و جمالا و متعا... اقتربت كثيرا يا هسه، شعرة واحدة فقط، لولا أن... أسلوب هسه راق و مهذب و عميق...
---
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق